العميد يكتب: الشعب يريد .. ولا يعرف ماذا يريد !!

العميد يكتب: الشعب يريد .. ولا يعرف ماذا يريد !!

عجبا لنا شعب مصر دائما ما نردد الشعب يريد ولا نعرف ماذا نريد

 

 

 

أصبح الشعب المصري بمعظم توجهاته مليئا بالتناقضات الغريبة ، ويغير رأيه من وقت إلى الأخر بحسب المواقف ، ولا يعجبه أو يرضيه أي شىء ، ولا يعرف ماذا يريد.

 

ولا أتحدث عن فئه معينة ولكني للأسف الشديد أتحدث عن الأغلبية وعن جميع الفئات .. اخوان وسلفيين وليبراليين وفلول وثوار.

 

فالشعب بدأ ثورة 25 يناير بمطالبة باسقاط الحكومه وطالب بالعيش والحريه والعداله الاجتماعيه ، وعندما تم تغيير الحكومه لم يعجبه الأمر وبدأ في تغيير موقفه وطالب برحيل الرئيس السابق حسني مبارك

 

وبعد اسقاط مبارك هتفوا للجيش وأشادوا به بشكل كبير وهتفوا (الجيش والشعب إيد واحده) ثم سرعان ما غيروا رأيهم وهاجموا الجيش واتهموه بأبشع الاتهامات وطالبوا باسقاطه وهتفوا (يسقط يسقط حكم العسكر) 

 

والغريب أن الكثيرين منهم بدأوا الأن في تغيير رأيهم للمرة الثالثة ويطالبون بتدخل الجيش وعمل انقلاب عسكري والعودة للحكم مرة أخرى للتخلص من حكم الاخوان بسبب عدم الثقه فيهم لأنهم لم يحصلوا منهم سوى على أقوال وليس أفعال

 

الكثيرين أيضا هاجموا الشرطه بشدة واعتدوا على الضباط وأهانوهم ، ثم بعد ذلك يطالبون الشرطه بحمايتهم والتصدي للخارجين عن القانون ، ثم يذهبوا لمقر الداخلية لضربه وتحطيمه وضرب الضباط

 

وحتى في انتخابات الرئاسة ، تفرق المرشحين المنتمين لنفس التيار وفتتوا الأصوات فيما بينهم ولم يتحدوا ، ولم يقبل حمدين صباحي أو عبد المنعم أبو الفتوح أن يتنازل احدهما للأخر ، ولو كان أحدهما تنازل كان الأخر سيفوز

 

وحتى الشعب نفسه لم يتفق على رئيس وتفتت أصوات المنتخبين بين خمسة مرشحين ، وحتى في جولة الاعادة فاز الدكتور مرسي بفارق ضئيل عن الفريق شفيق

 

الكثيرين يطالبون بالعداله وبقيام دولة القانون واحترام القانون ، وعندما لا تعجبهم الاحكام يهاجمون القانون ويهاجمون القضاة ويحاصرون مقر المحكمه فكيف يقوموا باهانة القضاء ويطلبوا في نفس الوقت الاخرين باحترامه ؟

 

الاعلاميين يطالبون الشرطه بالتصدي لمن يهاجم المنشأت ويصفوهم بالبلطجية ، وعندما تتصدى لهم الشرطه ينتقدوا هذا التصرف ويخرج علينا بعض الاعلاميين ليقولوا كيف يتصدى الضباط للثوار وللشباب الطاهر !!

 

جبهة الانقاذ التي تتكون من عمرو موسى ومحمد البرادعي وحمدين صباحي تضم ثلاثة أشخاص كانوا ضد بعض وكانوا يهاجمون بعض قبل انتخابات الرئاسة ، والأن أصبحوا متعاونين واجتمعوا سويا ، فلماذا كانوا ضد بعض ولماذا اتحدوا الأن ؟؟

 

أما الاخوان المسلمين والحزب الحاكم الأن فهو أيضا مليء بالتناقضات ، فهم أول من كانوا ضد قانون الطوارىء في عهد مبارك وأصبحوا مع هذا القانون الأن ، وكانوا مع المظاهرات في نهاية عصر مبارك وهم ضد المظاهرات الأن ويعتبروها أمر مسيء وخروج على الشرعية

 

الاخوان كانوا ضد اسرائيل بشكل كبير وضد أمريكا أيضا ويهاجمون مبارك لتعامله معهم وأصبحوا يتعاملون معهم الأن بل ونراهم الأن يدعون اليهود للعودة إلى مصر ، والاخوان كانوا أول من أشادوا بنزاهة القضاء بعد فوز الرئيس مرسي في انتخابات الرئاسه وأصبحوا أكثر من يهاجموهم بعد نجاحه بأيام قليلة ويشككون في نزاهة القضاء

 

وبالطبع فإن الاخوان كانوا أكثر من طالب بخروج الجيش من الحياه السياسية وعودته إلى ثكناته وأن عمله الرئيسي هو حماية الحدود فقط ، وهم الأن يطالبون الجيش بالنزول إلى الشارع من أجل عودة الأمن إلى الشارع

 

متى سنعرف ماذا نريد ولو عرفنا لاختصرنا الطريق ، يجب أن نعلم أن هذه البلد للجميع وبالجميع ، ولن يستطع أي فصيل أن يقود هذه البلد منفردا

 

أدعو الله أن يهدي الجميع وأن يتعاون الجميع وأن نوحد الصفوف ونصلح النوايا من أجل مصلحة مصر وشعب مصر

 

وفي النهاية أتوجه بخالص العزاء لأهالي مدن القناه (السويس والاسماعيلية وبورسعيد) وهم جزء هام جدا لا يتجزأ من مصر ولا ننسى التاريخ المشرف لمدن القناة التي قدمت خير أبنائها تضحية للوطن

 

أحمد حسن